الأحد، 13 ديسمبر 2015

سر من أسرار التعلم والتفكير الإبداعي



موزة سيف خميس الدرمكي
                                                 معلمة فئات خاصة
                                                  مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين


إننا للأسف لا نهتم باختيار الأوقات المناسبة للتعلم والتفكير، ولهذا السبب تطغى حالة التعب والتوتر والمشاعر السلبية علينا، ولا نستطيع استخدام قدراتنا العقلية كما يجب.
ففي حالة التوتر والقلق يضخ الجسم كميات كبيرة من هرمون الأدرينالين والكورتيزول، ويكون الجسم في حالة استنفار قصوى استعداداً للدفاع عن الجسم في حال اي تدخل خارجي،
لذلك نجد بعض الناس سريعي الغضب عندما تكون أذهانهم مشغولة في قضية ما.

ويصدر دماغ الإنسان ذبذبات كهربائية تقاس بالهرتز عن طريق جهاز تخطيط الدماغ. هذه الذبذبات وسرعتها تختلف باختلاف حالة الإنسان النفسية والجسدية في ذلك الوقت. وعمل تلك الذبذبات عادةً يتراوح بين 1-30 شوطاً في الثانية، ويجدر بنا هنا استعراض المراحل التي يمر بها العقل البشري حسب الحالة الراهنة للفرد، وهي كالتالي:

المرحلة الأولى: مرحلة البيتا

تبلغ سرعة ذبذبات المخ من 16 إلى 30 شوطاً في الثانية في هذه المرحلة، وتمتاز بالإدراك الواعي ، فالعقل متحفز تماماً وعلى استعداد للدفاع عن النفس ضد أي مواجهه، فالعقل في حالة من التشتت والتوتر وكثرة الأفكار.
لذلك هذه المرحلة لا تصلح للتفكير والتعلم والابتكار أو الحفظ، ومعظم القرارات التي تتخذ في هذه المرحلة خاطئة.

المرحلة الثانية: مرحلة الألفا
وهي مرحلة الإسترخاء والسكينة والهدوء النفسي والتأمل ، وتبلغ سرعة ذبذبات المخ من 8-15 شوطاً في الثانية. ونحن نصل إلى هذه المرحلة خلال اليوم عندما نخشع في الصلاة ونستحضر ما نقرأ، وعند قراءتنا للقرآن بتدبر ، وعند جلسة التأمل والإسترخاء.
ويمكن تسمية هذه المرحلة بحالة التعلم والإبداع المثالية ، فالعقل في هذه المرحلة يتصف بصفاء الذهن وحضور القلب والإطمئنان، و يمكن من خلالها تفجير الطاقات الكامنة واستغلال القدرات العقلية في الحفظ والتذكر واستمطار الأفكار بأفضل ما يكون.

المرحلة الثالثة: مرحلة الثيتا
وهنا تتراوح سرعة ذبذبات المخ من 5-7 أشواط في الثانية. وهي مرحلة رائعة جداً وتتصف بالإسترخاء العميق، حيث يدخلها الإنسان بعض الوقت عند نومه. وقدرت بعض الدراسات مدتها بـ 45 دقيقة. وهنا لا يعي الإنسان ولا يسمع ما يحدث حوله.

المرحلة الرابعة: مرحلة الدلتا
وهي مرحلة النوم العميق، ونسميها الموتة الصغرى وتنفصل فيها الروح عن الجسد، وتبلغ سرعة موجات المخ في هذه المرحلة 1-4 أشواط في الثانية. ولا زلنا نجهل الكثير من أسرارها حتى الآن.

v   إذاً: حالة التعلم المثلى والإبداع هي مرحلة الألفا
-         إن معظم حفظة القرآن كانوا يهرعون للحفظ في هذه المرحلة.
-         ومعظم العلماء كانوا يستغلون هذه المرحلة في التعلم والمذاكرة.
-         ويستخدم كثير من العلماء والمخترعين اليابانيين هذه الطريقة لمساعدتهم على اختراع الجديد، فكانت مختبراتهم مجهزة بغرف خاصة يقضون فيها ساعات من التأمل والاسترخاء يفكرون في الإتيان بخدمات وانتاجات جديدة.

-         وقد استغل الباحث البلغاري الشهير (د.جورجي لوزانوف) هذا المبدأ في تدريس اللغات الأجنبية، ونجح نجاحاً باهراً مقارنة بالطريقة التقليدية، وكان الطالب يحفظ ما يزيد عن 500 كلمة يومياً، ولديه قدرة على تذكر واسترجاع ما درس بنسبة 90% بعد عدة أسابيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق