الاثنين، 16 مارس 2015

العمل الخيري والإنساني في المجتمع الإماراتي


إعداد/د. عادل عبد الجواد الكردوسي
خبير بوزارة الشؤون الاجتماعية الإماراتية
مقدمة:
     بادئ ذي بدء؛ يمكن القول أن المجتمع الإماراتي بإنتمائه الإسلامي والعربي قد اتسم بالقيم الإيجابية التي تدعو لفعل الخير وتقديم الأعمال الإنسانية، قبل قيام دولة الاتحاد، وبعد الثاني من ديسمبر 1971م تم تدشين مؤسسات تقوم على تقديم الأعمال الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
    وتسود مجتمع الإمارات مثل بقية المجتمعات العربية والإسلامية قيم التعاون والبر والعمل الإنساني والتكافل الاجتماعي، وذلك انطلاقاً من القيم الإسلامية والعربية والأعراف والتقاليد التي توجه اختيارات وأسلوب حياة الأفراد، ورغم محدودية الإمكانات في عصر ما قبل النفط، الا أن الآباء والأجداد قد وضعوا أروع نظام في التكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى الفزعة، والشوفة، والمسافر خانة.
    حيث إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" منذ قيام دولة الاتحاد، وتوليه رئاسة دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1972م، وعمل على أن يكون تقديم الأعمال الخيرية والإنسانية ضمن أولوياته، فدشن لهذه الأعمال مؤسسات (صندوق أبوظبي للتنمية، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وبرنامج الشيخ زايد للإسكان) لكي يتم تقديم الأعمال والمساعدات الإنسانية، بأسلوب وطابع مؤسسي وتسير وفق نظام إداري منتظم. ويكون لها صفة الاستمرارية ولا تاخذ شكل الأعمال الموسمية.
    سنلقي الضوء باختصار على الأعمال الخيرية والإنسانية التي دشنها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (المغفور له بإذن الله)، والتي تتمثل في المؤسسات التالية: صندوق أبوظبي للتنمية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وبرنامج الشيخ زايد للإسكان.
    بالإضافة إلى إبراز دور القيادة الحكيمة لدولة الإمارات ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأصحاب السمو حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى رعاهم الله، في اهتمامهم بالعمل الخيري والإنساني من خلال تدشينهم المؤسسات الخيرية والإنسانية في المجتمع الإماراتي.
أولاً: الشيخ زايد والأعمال الخيرية والإنسانية:
    تمثل البيئة الاجتماعية والثقافية والظروف التي نشأ فيها الشيخ زايد في كنف آل نهيان، وبما تحمله هذه البيئة من قيم وعادات وتقاليد إيجابية مستمدة من الدين الإسلامي والثقافة العربية، فكان لها أثرها الإيجابي على بلورة شخصيته بجوانبها الإيجابية، ودعمه لقيم العدل الاجتماعي والتكافل الاجتماعي والعمل الخيري والإنساني.
     لقد وهب الله سبحانه وتعالى دولة الإمارات قيادة رشيدة تمثلت في الشيخ زايد بن سلطان (غفر الله له) وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات الذين سعوا جميعاً لإعلاء قيمة العمل الخيري، وبذلوا العطاء لمن يحتاج من الشقاء والأصدقاء في أي مكان من العالم.
    ويختلف فهم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للعمل الخيري والإنساني عن الفهم الغربي لهذه القيم فنظرته للعمل الخيري نابعة من تنشئته وثقافته الإسلامية الأصيلة ومن القيم العربية الصيلة التي تربى عليها، ووعيه بأن المحبة والسلام لا تنتشر في هذا العالم إلا بتكافئ الفرص وبالعدالة الاجتماعية التي تتيح لجميع الناس حق الحياة الكريمة ومن أساسها الحق في الحياة والسكن والصحة والتعليم.   
    ويعد الشيخ زايد "رحمه الله" رائداً ومؤسساً للعمل الخيري والإنساني على المستوى العالمي، من خلال رؤيته الاستشرافية التي سبقت الجميع (مفكرين وقادة) في توجيه هذه الأعمال نحو الاستثمار في أبعاد التنمية البشرية "الصحة والمعرفة، والتنمية التي تزيد الدخل وتولد فرص العمل، ... إلخ"، وتنمية قدرات الفئات والأفراد المستفيدة من هذه المساعدات، وصولاً إلى تحقيق التنمية المستدامة في البلدان التي توجه إليها هذه المساعدات.
    لقد اتجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى اتخاذ نهجاً متميزاً من خلال إقامة المؤسسات التي تعمل في مجال العمل الخيري والإنساني بشكل وطريقة منظمة مستمرة ودائمة، وتعمل في مجال تحقيق أبعاد التنمية البشرية "التعليم، الصحة، خلق فرص العمل، الجانب الثقافي، ..."، وصولاً لتحقيق التنمية في البلدان التي تستهدفها هذه المساعدات.
    لذلك دشن الشيخ زايد (رحمه الله) صندوق أبوظبي للتنمية؛ إنطلاقاً من فلسفة الشيخ زايد، ففي 1 يوليو 1971 إنشأ صندوق أبوظبي للتنمية كمؤسسة وطنية مستقلة، وتتمثل المهام الأساسية لهذا الكيان في مساعدة الدول النامية على تحقيق التنمية، بتقديم العون لها في صورة قروض ميسرة ومنح واستثمارات مباشرة. ويقوم صندوق أبوظبي للتنمية بتقديم القروض الميسرة وإدارة المنح ومباشرة النشاط الاستثماري من خلال المساهمة في الاستثمارات المباشرة التي تقدمها دولة الإمارات إلى الدول الصديقة والشقيقة، والتي بلغ عددها 63 دولة في عام 2013م على مستوى العالم.
    كذلك أنشأ المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية كجزء لا يتجزأ من المنظومة المتكاملة التي وضع أسسها الشيخ زايد والتي ترفع العمل الخيري والإنساني من مرتبة الظرفية والموسمية إلى العمل المؤسسي المتكامل الذي يسير وفق آليات تنظم عمله وتحكم سيره. ففي الخامس من أغسطس عام 1992 أمر الشيخ زايد بإنشاء مؤسسة تسمى "مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية" برأسمال قدره (3,171,000,000 ) درهم أو ما يعادل مليار دولار أمريكي، وهو عبارة عن وقف ينفق من ريعه على المشروعات الخيرية للشيخ زايد والتي تنفذها المؤسسة، وتهدف المؤسسة إلى القيام بأعمال الخير والبر والإحسان والنفع العام، داخل البلاد وخارجها ومنها ما يلي:
1.    الإسهام في إنشاء ودعم المساجد، والمراكز الثقافية الإسلامية.
2.    الإسهام في إنشاء ودعم المدارس ومعاهد التعليم العام والعالي، ومراكز البحث العلمي والمكتبات العامة، ومؤسسات التدريب المهني.
3.    الإسهام في إنشاء ودعم المستشفيات، والمستوصفات، ودور الأيتام والطفولة، ومراكز المسنين والمعاقين.
4.    إغاثة المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية والاجتماعية كالمجاعات والزلازل ودعم الأبحاث التي ترصدها.
    بالإضافة إلى إنشاء برنامج الشيخ زايد للإسكان يعد تتويجاً للسياسة الحكيمة التي اعتمدها المغعور له بإذن الله "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوته حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى، فتم وضع الأسس الكفيلة بحل مشكلة الإسكان بالدولة، وإتاحة الفرصة لشريحة من المجتمع على اختلاف مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية للاستفادة من هذا البرنامج في تشييد الوحدة السكنبة الخاصة به. وتأسس هذا البرنامج وفقاً للقانون الاتحادي رقم (10) لسنة 1999 الصادر بتاريخ 1999/07/18 والـذي منحه الشخصية الإعتبارية المستقلة والأهلية الكاملة لمباشرة نشاطه القانوني على مستوى الحكومة الاتحادية، لتحقيق الأهداف التي أنشأ من أجلها. ويهدف إلى تقديم ورعاية الخدمات الإسكانية المقدمة للمواطنين على مستوى الحكومة الاتحادية. 
    لقد بلغ عدد المساعدات التي قدمها برنامج الشيخ زايد للإسكان منذ إنشائه حتى نهاية عام 2012م إلى 29,500 مساعدة سكنية، منها 16,000 قرض سكني، و13,500 منحة سكنية، ووصل إجمالي التكلفة إلى 14 مليار درهم. وتمت الموافقة على 289 موافقة للمعاقين، وتمت الموافقة على 2909 موافقة للمطلقات والأرامل، وتمت الموافقة على 254 موافقة لأعضاء في سلك التدريس (معلم)، وتمت الموافقة على 87 موافقة للقضاة.
    حيث دشن الشيخ زايد؛ برنامج الشيخ زايد للإسكان، والذي يقوم بتقديم الخدمات الإسكانية للمواطنين في جميع إمارات الدولة، بطريقة مؤسسية ومنظمة تعتمد تنظيم العمل والإطار القانوني، بهدف تحقيق الاستقرار السكني، وبما يؤدي إلى تحقيق مجتمع إماراتي مستقر مطمئنة لحاضره متطلع لمستقبل أفضل، كذلك اتجهت القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، للسير على نفس النهج وصولاً إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021 لتكون دولة الإمارات من أفضل بلدان العالم.
    واهتم الشيخ زايد بإقامة العديد من المساجد ودور العبادة وقام بالعمل على طباعة ونشر المصاحف والكتب الدينية بمختلف اللغات، وكذلك اهتم بإنشاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وأنشأ المراكز الإسلامية في البلدان التي بها أقليات مسلمة، وقام بإنشاء عشرات الكليات والجامعات الإسلامية. وفي المجال الصحي والاجتماعي أنشأ المراكز الصحية والمستشفيات بمختلف دول العالم، واهتم بالتكافل الاجتماعي، وأنشأ مراكز للمعاقين ودوراً للأيتام وزود المستشفيات بالدول الفقيرة بأحدث التقنيات والتجهيزات. واهتم بالمجال العلمي والثقافي فأنشأ المدارس والمعاهد والجامعات في مختلف مناطق العالم في قارتي آسيا وإفريقيا، وإقامة المراكز الثقافية التي تنشر وترسخ اللغة والثقافة العربية والإسلامية. واهتم بالمجال التنموي فأقام مشاريع تنموية توفر فرص العمل وتنمي المجتمعات المحلية وتطورها.
ثانياً: قادة دولة الإمارات العربية المتحدة والعمل الإنساني والخيري:
    نشير باختصار إلى إحدى المؤسسات التي يقوم حاكم الإمارة على رعايتها والاهتمام بها من خلال تقديم وتوفير المساعدات التي تحقق لها القيام بتنفيذ أعمالها على أفضل وجه، سواء على المستوى الوطني بدولة الإمارات أو على المستوى العالمي في أي من الدول الصديقة أو الشقيقة.
·       مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية:
    لقد تأسست مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية بقانون رقم 20 في يوليو 2007، الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه. وتهدف مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إلى إطلاق المبادرات التي تقدم الدعم والمساعدات للفئات المعوزة على المستوى المحلي والعالمي، لتوفير حياة كريمة لهذه الفئات، تحقيقاً للتضامن والتكافل الاجتماعي.
    حيث وصل عدد الدول التي استفادت من الأعمال الإنسانية التي قمدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية إلى 70 دولة على مستوى العالم) بنهاية عام 2013م.
·       مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية:
    صدر مرسوم بذلك في عام 1997 عن صاحب السمو المغفور له بإذن الله الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.تعمل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، على تقديم المساعدات داخل الدولة وخارجها من خلال ما تقدمه من مساهمات ومساعدات، تساهم في تحسين الحالة المعيشية للمستفيدين، وتحقق التكافل في المجتمع الإماراتي وفي الدول الأخرى.
الرؤية: المساهمة المتميزة في توفير حياة كريمة للإنسان.   
  أهداف المؤسسة: تهدف إلى مساندة الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام والمحتاجين من المواطنين والمقيمين على أرض دولة الإمارات، والمحتاجين والمنكوبين في أي مكان في العالم، يمكن أن تصل إليه في المناطق المتضررة من الكوارث أو حروب، ومساعدة الفقراء ببناء المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمرافق العامة لخدمة المجتمعات.
    إسهامات المؤسسة في المشاريع والمساعدات داخل دولة الإمارات: وتشمل الآتي: البرامج الصحية، والمساعدات المالية، والبرامج التعليمية، والمير الرمضاني وزكاة الأموال، والبناء وصيانة المساكن، وبطاقات المواد الغذائية، ومشاريع موسمية، والشراكة المجتمعية.
المشاريع والمساعدات خارج دولة الإمارات: تقدم كواجب أخوي وإنساني تجاه أشقائها من الدول العربية والصديقة في ظل الظروف العصيبة التي يعيشونها. وشملت كل من: فلسطين، وأفغانستان، وكوسوفو، والسودان، وطاجكستان، والعراق، واليمن، وإغاثة زلزال بم، وجنوب شرق آسيا، ولبنان، وهاييتي، وباكستان، و الولايات المتحدة الأمريكية، وليبيا، والقرن الأفريقي.
·       جمعية الشارقة الخيرية:
    نشأة الجمعية: تأسست الجمعية بالمرسوم الاميري رقم (1) لسنة 1989 بتاريخ 19/3/ 1989م، صادر من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة؛ وتم تعديل مسمى جمعية الاعمال الخيرية ليصبح جمعية الشارقة الخيرية بتاريخ 27/5/ 2005م. وتعمل جمعية الشارقة الخيرية على تقديم المساعدة ويد العون إلى الفئات المعوزة والفقيرة والتي تكون ظروفها الاقتصادية صعبة، سواء كان ذلك في المجتمع الإماراتي أو في الكثير من دول العالم. وتنتشر أعمال جمعية الشارقة الخيرية في (44) دولة، في العالم العربي وآسيا وأفريقيا وأوربا. وتنقسم الجمعية إلى كفالة الأيتام في منازلهم، وكفالة مراكز الرعاية، والرعاية الشاملة للأيتام، وكفالة الطالب اليتيم.
·       مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية:
    تعمل مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية، في المجال الخيري والإنساني، بتوفير الدعم المالي والمادي للأسر المعوزة لتحسين وضعها المعيشي، وتوفير بيئة مستقرة لها، لترسيخ التكافل والتماسك المجتمعي في إمارة عجمان.
    وتستهدف الأيتام، الأرامل، الأسر المستحقة، طالبات الجامعة (فئة محدودي الدخل)، المطلقات والمهجورات، أسر السجناء، (ذوي الدخل المحدود)، فئة العجز الصحي، المديونين، المسنين، مركز الأسرة الريفية بمزيرع ومصفوت، مؤسسات المجتمع المحلي حسب انشطتها وبرامجها. بمشروع إفطار صائم، ومشروع المير الرمضاني، ومشروع زكاة المال، ومشروع زكاة الفطر، ومشروع كسوة العيد، ومشروع عيدية الأيتام، وأضحية العيد.
·       مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية:
    لقد أنشئت مؤسسة سعود بن راشد المعلا للأعمال الخيرية والإنسانية بموجبة مرسوم أميري رقم (7) لعام 2013 م.
    الفعاليات والإصدارات والمبادرات ونشير لبعضها؛ وتم إنشاء حسابات خاصة بالمؤسسسة في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وانستغرام. والقيام بمتابعة الأيتام وتنظيم يوم ترفيهي لهم برعاية سمو الشيخ ماجد بن سعود المعلا رئيس مجلس الأمناء وبحضور كريم من صاجب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا حاكم أم القيوين. وتوزيع وجبات إفطار صائم خلال شهر رمضان. وكفالة طالبات أم القيوين الدارسات في جامعة زايد/ دبي. والتنسيق مع مكتب التربية والتعليم لمتابعة الأيتام والمعاقين.
·       مؤسسة محمد بن سعود بن صقر القاسمي للخدمات الاجتماعية:
    تمثل مؤسسة محمد بن سعود بن صقر القاسمي للخدمات الاجتماعية، إحدى مؤسسات العمل الخيرية والإنسانية في المجتمع الإماراتي، وتعمل في مجال العمل الخيري والإنساني، وتقدم خدماتها ومساعداتها للفئات الضعيفة والمعوزة في المجتمع سواء من المواطنين أو الوافدين.
    ولقد أنشئت المؤسسة في نوفمبر عام 1999م، بتوجيهات سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي. وبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم رأس الخيمة الذي يولى جل إهتمامه بالمواطن، كانت اللفتة الكريمة والمبادرة لسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي العهد لإبراز العمل الذي يجسد هذه القيم الفاضلة وزمام المبادرة النبيلة التي تعبر بجلاء عن العلاقة السامية بين الراعي والرعية في البذل والعطاء.


·       جمعية الفجيرة الخيرية:
    تأسست جمعية الفجيرة الخيرية بتاريخ 26/ 4/ 1987م في إمارة الفجيرة، وتم إشهارها لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت رقم (57) وذلك تطبيقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم (6) لسنة 1974 في شأن تنظيم الجمعيات ذات النفع العام. وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة "حفظه الله".
  ومن المشاريع التي دشنتها الجمعية؛ مشروع حفظ النعمة: هذا المشروع؛ هو واحد من المشاريع المتميزة التي أقامتها الجمعية الخيرية، ولقد جاءت فكرة المشروع من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة. وبدأ المشروع في عام 2004م، حيث تم الاستفادة من الأطعمة الفائضة من بعض الأعراس والمناسبات، وتوصيلها إلى الفقراء بدلاً من رميها، وقد أبدى الأهالي وصالات المناسبات وبعض الفنادق صدق التعاون، واستحسان الفكرة.
ثالثاً: دولة الإمارات العربية المتحدة الأولى عالمياً في العمل الإنساني:
    وفي هذا السياق فقد أصدر قرار مجلس الوزراء رقم (295 /14 /7) لسنة 2012 بتسمية يوم ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بـ (يوم زايد للعمل الإنساني) والذي يصادف (19 رمضان) من كل عام، وتم تكليف وزارة الشؤون الاجتماعية بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية والجمعيات ذات النفع العام والمؤسسات الخيرية، ... إلخ، للقيام بإطلاق المبادرات والفعاليات التي تدعم قيمة العمل الخيري والإنساني في المجتمع الإماراتي.
    وتتبلور فلسفة يوم زايد للعمل الإنساني في الآتي: إحياء لذكرى وفاة الشيخ زايد. ودعم وتعزيز قيمة العمل الخيري والإنساني في المجتمع الإماراتي بنشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع. وجسر الفجوة في مجال العمل الخيري والأهلي ودوره في المشاركة في التنمية البشرية في المجتمع الإماراتي.  
    وبهذه المناسبة فقد أطلقت العدبد من الجهات والمؤسسات العامة والخاصة الكثير من المشاركات والمبادرات والفعاليات بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي صادف يوم 19 رمضان 1434 هـ وتم رصد هذه الفعاليات والمبادرات؛ والتي وصلت إلى أكثر من 1500 فعالية ومبادرة أطلقتها الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية، والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والجمعيات ذات النمفع العام والجمعيات التعاونية. 
    لقد كان من نتائج هذه الأعمال أن أحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة اأولى على مستوى العالم، بحيث أصبحت العاصمة الإنسانية الأولى على المستوى العالمي، بعد أن وصلت قيمة مساعداتها إلى أكثر من (5) مليارات دولار  في عام 2013م، حسب إحصاءات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن الدول المانحة للمساعدات عالمياً، حيث جاءت دولة الإمارات في المركز الأول على مستوى العالم من خلال قيمة ما قدمته من مساعدات إنمائية مقارنة بالدخل القومي الإماراتي.

نشر هذا المقال في: مجلة الضياء، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، ع134، ديسمبر 2014م.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق