الاثنين، 30 مارس 2015

تأهيل المعاقين في دول مجلس التعاون الخليجي





د. عادل عبد الجواد الكردوسي
خبير بوزارة الشؤون الاجتماعية الإماراتية  



مقدمة:
    اهتمت دول مجلس التعاون الخليجي العربي بالمعاقين بشكل واضح، وعملت على تقديم جميع الاحتياجات والمتطلبات "الصحية، والمعرفية، والاقتصادية، ...إلخ"، التي تلبي حاجاتهم، وعملت دول المجلس على دمج هذه الفئة في المجتمع، ليحصلوا على حقوقهم، وسعت لتمكينهم ودعم مشاركتهم في المجتمع حسب قدراتهم.
    حيث إن الأشخاص ذوي الإعاقة بحاجة إلى توفير الخدمات الضرورية والمناسبة لهم، وإعدادهم ليكونوا قادرين على المشاركة في جميع المجالات بما يناسب إمكانياتهم، وتدريبهم بما يناسب قدراتهم، مع تأهيلهم من الناحية الطبية، والنفسية، والاجتماعية، والمهنية لإعداد قدرات هذه الفئة بمهارات خاصة بهم، تتيح لهم الالتحاق بالعمل، ليكتسبوا من خلاله عائد مالي، يساعدهم في الاعتماد على أنفسهم وإعالة أسرهم.
    لذلك تاتي الحاجة إلى تقديم الخدمات التعليمية والتأهيل والتدريب، لأن ذلك يمثل مدخلاً أساسياً وضرورياً للارتقاء بمهارات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ويساهم في تطويرها، لكي تكون هذه المهارات متناسبة مع متطلبات سوق العمل، وبخاصة في ظل ما انتجته ثورة الاتصالات والمعلومات في القرن الواحد والعشرين.
    أولت دول مجلس التعاون الخليجي اهتماماً وقدراً كبيراً من الرعاية عبر السياسات والبرامج والممارسات العملية التي تخص الأشخاص ذوي الإعاقة. فأصدرت القوانين التي تنظم حقوقهم من ناحية وشكل الرعاية التي تقررها لهم من ناحية أخرى. وأن الدول الأعضاء لم تكتف بالأحكام الواردة في الدساتير والقوانين التي تسري على عموم المواطنين، التي تنظم حقوقهم وشكل ومضمون الحماية التي تقررها لهم، ومن ثم تسري وفقاً له على غيرهم، بل أقدمت جميعها على إصدار قوانين خاصة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم(1).
    سيتم إلقاء الضوء على أهم المفاهيم المستخدمة، ودول مجلس التعاون الخليجي العربي واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ثم تعليم وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة، ثم الهوامش والمراجع.

أولاً: أهم المفاهيم المستخدمة:
    حددت المادة (1) من اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؛ المقصود بالأشخاص ذوي الإعاقة "هم الأشخاص الذين يعانون من عاهات طويلة المدى، بدنية أو عقلية أو ذهنية أو حسية، التي يمكن - بتفاعلها مع عوائق مختلفة - أن تعيق مشاركتهم الكاملة والفعالة في المجتمع، على قدم المساواة مع الآخرين".
    تعريف إجرائي للتدريب، يشير التدريب إلى البرامج المنظمة التي تهدف إلى تزويد الكوادر البشرية بالمعلومات والمعارف التي تحتاجها القوى البشرية، وهي تسعى إلى تحسين وتطوير المهارات والقدرات للفئات المستهدفة من هذه البرامج، بما يؤدي إلى تعديل وتغيير السلوكيات والاتجاهات بطريقة إيجابية.

ثانياً: دول مجلس التعاون الخليجي العربي واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة:
    أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 ديسمبر 2006م اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ووضحت الإرادة السياسية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في الإنضمام إلى هذه الاتفاقية، فقامت بالمصادقة على هذه الاتفاقية، وهذه الاتفاقية تتضمن (50) مادة تحدد التعريفات والمبادئ والالتزامات والفئات وتنظم الحقوق وآليات وقواعد تنفيذ هذه الاتفاقية، والرصد الوطني والدولي، وتقديم التقارير الوطنية، ... إلخ.
    
وتتبلور مبادئ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الآتي(2):
1.    احترام الكرامة والاستقلالية الفردية وحرية الاختيار، وينضوي تحت هذا المبدأ حقوق وحريات متعددة.
2.    عدم التمييز، يعد هذا المبدأ حجر الزاوية في هذه الاتفاقية.
3.    الدمج الكامل والمشاركة الفعالة، إن هذا المبدأ مبدأ محوري لأنه يتعلق بصلب الاتجاه الاجتماعي الحقوقي الرامي إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة دمجاً كاملاً في المجتمع.
4.    قبول الأشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم جزءاً من التنوع البشري، إذ تحقق احترام استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة وحقهم في الاختيار واتخاذ القرار.
5.    تكافؤ الفرص، لقد جاءت القواعد الأممية المعيارية حاملة لهذه الرسالة.
6.    التهيئة، يتعلق مبدأ التهيئة (م9) بإزالة العقبات البيئية المادية والاجتماعية السلوكية التي تحول دون ممارسة الأشخاص ذوي الإعاقة لحقوقهم وحرياتهم على أساس من المساواة مع الأخرين.
7.    المساواة بين الرجل والمرأة، ولما كان هذا يعني أن المرأة ذات الإعاقة تواجه تمييزاً مضاعفاً قائماً على أساس مزدوج: الجنس والإعاقة.
8.    تعزيز حقوق الأطفال ذوي الإعاقة واحترام هويتهم وقدراتهم المتطورة، لأن الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون تمييزاً مضاعفاً وانتهاكاً مركباً لحقوقهم وحرياتهم.
    لقد أنضمت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعملت على تقديم التقارير التي تبرز إلتزامها بتطبيق نصوص هذه الاتفاقية، وقد منحت دول المجلس هؤلاء الأشخاص جميع حقوقهم، وقدمت لهم سبل الرعاية والخدمات التي تحقق لهم حياة كريمة.

ثالثاً: تعليم وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة:
    يمثل التعليم أهمية وضرورة لجميع الناس بوجه عام، وتزداد هذه الأهمية للأشخاص ذوي الإعاقة بوجه خاص، بالإضافة إلى أهمية التدريب وبرامج التأهيل في تقديم المعارف والمهارات التي تصقل وتعد مهارات هذه الفئة.
    حيث يعتبر التعليم أحد مراحل تأهيل وإعادة تأهيل المعاقين وهو عملية إجرائية تكاملية من سلسلة حلقات تستهدف تهيئة المعاق عقلياً وصحياً ونفسياً، وتدريبه على نوع من الأعمال ليكتسب مهارة خاصة تسمح له بعمل أو حرفة مستقبلية يمكن من خلالها أن يكسب رزقه، ويعتمد على نفسه أو حتى من الممكن إعالة أسرة(3).
    فالهدف الأسمى والناتج النهائي من برنامج التأهيل المهني هو إعادة اندماج الشخص المعاق فكرياً من خلال دخوله أو إعادة دخوله إلى الحياة الاقتصادية في عمل يتناسب مع قدراته المتبقية واستخدام مهاراته أفضل استخدام، مما يحقق له تحقيقاً لذاته، لما لذلك من آثار إيجابية اجتماعية نفسية، ليشارك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية(4).  
    وتعتبر عملية التأهيل (طبية، نفسية، اجتماعية، مهنية) عملية شاملة تهدف إلى إعادة قدرة الفرد المعوق على التكيف مع نفسه ومع البيئة المحيطة به، وذلك من خلال توفير الخدمات الضرورية والمناسبة له. وتعتبر عملية التأهيل المهني حجر الأساس في تشغيل المعوقين والتحاقهم بجهة مناسبة لقدراتهم ومهاراتهم المهنية التي أكتسبوها خلال تلك المرحلة(5).
    في ضوء أهمية التعليم والتدريب والتأهيل في تزويد الأشخاص بالقيم والأعراف الأخلاقية، وتزويدهم بالمعارف والمهارات التي تعدهم لسوق العمل، بالإضافة إلى ما يمثله التدريب من كونه تعليم مستمر يضيف المهارات ويصقل القدرات، وما يقوم به التأهيل والتأهيل المهني من صياغة قدرات الشخص المعاق للتواصل مع المجتمع والتكيف مع البيئة، لذلك اهتمت دول مجلس التعاون بتعليم وتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة لدمج هذه الفئة في المجتمع. 
    مما سبق تأتي ضرورة تعليم وتأهيل وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة في مكان العمل عن طريق مدربين مؤهلين ومتخصصين، باستخدام طرق تربوية وعلمية ومنهجية تناسب نوع الإعاقة لديهم، وبما يحقق متطلبات سوق العمل، مع إعداد حملة إعلامية لتوعية أصحاب العمل والمسؤولين بأهمية توظيف هذه الفئة للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق القيمة الذاتية والاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء.
    حيث يعد التدريب أحد الأسس لتحقيق التنمية عموماً وإعداد الأفراد مهارياً بوجه خاص، لأن التدريب يهدف إلى تزويد الأفراد بالمعلومات والمعارف، بما يؤدي إلى إكسابهم المهارات التي تؤدي إلى إحداث تغييرات ترفع معدلات أداء العمل لديهم، وترتقي بمستواهم المهني.
    القول أن مشكلة الإعاقة تعتبر مشكلة عالمية توجد في جميع بلدان العالم، لذلك تأتي الحاجة للاستفادة مما قدمته جميع المنظمات الدولية والإقليمية، والاستفادة من تجارب دول العالم في هذا المجال، بما يعود بالفائدة في مساعدة هؤلاء الأفراد ذوي الإعاقة. 


(1) يوسف إلياس، تقييم قوانين الإعاقة في دول مجلس التعاون في ضوء الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: دراسة قانونية تحليلية مقارنة، المنامة، ع52، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ط1، 2009م، ص385 .
(2) مهند العزة، اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بين متطلبات التنفيذ والرصد الفعال، المنامة، ع68، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية،  ط1، 2011م، ص ص95 -100 .
(3) محمد عبدالرحمن يوسف، برامج التأهيل والتدريب المهني للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية (ضمن كتاب: مشكلات توظيف  الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم في دول مجلس التعاون الخليجي)، المنامة، ع55-1، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ط1، 2010م، ص21.
(4) المرجع السابق، ص41.
(5) فايز محمد عيد جابر، تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في ظل القوانين والتشريعات الدولية والمحلية (ضمن كتاب: مشكلات توظيف  الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم في دول مجلس التعاون الخليجي)، المنامة، ع55–4، المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ط1، 2010م، ص143 .
؟؟
نشر هذا المقال في مجلة إرادة:
تأهيل المعاقين في دول مجلس التعاون الخليجي، العين، مجلة إرادة، ع6، إدارة مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، يونيو 2014م.

الثلاثاء، 17 مارس 2015

ماهي متلازمة الصبغي X الهش؟


من خلال تجربتي بالتعامل مع طلاب متلازمة اكس الهش ماذا تعلمت؟
بداية أعرفكم على هذة المتلازمة و هذة الفئة أسرد لكم بعض التوصيات التي قمت بها معهم:


ملاحظة (توجد فروق فردية لكل طالب فلا تأخذ التوصيات و تعمم لكل الفئات حتى لو تشابهت المتلازمات و المسميات)

·         التعريف:
تعتبر متلازمة كروموسوم اكس الهش من أكثر الأسباب الوراثية التي تؤدي إلى التخلف العقلي و هو مرض ينقل من الأم إلى أطفالها مباشرة، و مع أن معدل انتشاره يبلغ واحد من كل 1500 من الذكور و واحدة من كل 2500 من الاناث
سميت الحالة بمتلازمة الكروموسوم الجنسي الهش (المكسور) لأن الكروموسوم الجنسي قابل للإنكسار في طرف الذراع الطويلة،
وقد تم الكشف عن المورث المسبب لذلك في نفس المنطقة.

·         علاقة كروموسوم اكس بالتخلف العقلي:
إن الجين المرتبط بكروموسوم اكس الهش يقوم في الأحوال العادية بإنتاج نوع معين من البروتينات المسؤولة عن تقوية شبكة الاتصالات بين الخلايا العصبية و التي تسهم في توصيل المعلومات من خلية لأخرى كما يعمل هذا البروتين على دعم النمو و التطوير الطبيعي لنقاط الاتصال بين الخلايا و الوصول بها إلى مرحلة النمو وبالتالي يساعدها على أداء دورها في عمليات التذكر و التعلم.
وعند حدوث العطب بالجين المسبب للتخلف العقلي المرتبط بالكروموسوم اكس الهش ينقص انتاج هذا البروتين المسمي (اف ام ار بي) فتحدث كل أعراض التأخر الذهني و تأخر النمو الطبيعي

أعراض المرض:
·         سمات تتعلق باللغة و الكلام:
-          وجود تأخر لغوي
-          تكرار الجمل أو الكلمات دون داع و ان كانت موظفة
-          الحديث مع النفس
-          نقص الطلاقة اللغوية
·         السمات الجسدية و الفسيولوجية:
-          كبر حجم الأذنين و مكانهما
-          كبر حجم الجسم عن المعدل الطبيعي
-          نوبات صريعة
-          تسطح تفلطح القدمين
-          الإنحناء أثناء السير أو الجري
-          وجود مفاصل رخوة
·         السمات النفسية و الاجتماعية:
-          الخجل و التجنب الواعي لالتقاء النظرات مع الآخرين
-          مهارات التقليد مرتفعة نسبيا
-          فرط في الحركة يبدأ في العام الثاني
-          تشتت الانتباه و السلوك العدواني
-          النفور من الوجود في مجموعات كبيرة
·         التشخيص:
تشخيص الحالة يتم عن طريق الصورة الكروموسومية Direct DNA analysis of the FMR-1 gene  سواء للمرضى أو حاملي الحالة.

·         تجربتي
ومن خلال تجربتي مع الطالب في الفصل:
كان الطالب لديه المهارات الرائعة لمستها من خلال تعاملي معه فهو لديه قدرة على الحفظ و الترديد يحفظ مسميات الأشياء و الأعداد و الحروف بالعربي و الانجليزي.
بالإضافة إلى انه يعاني من فرط في الحركة بشكل كبير، يردد الكلمات طوال الوقت يثير الكثير من الضجيج
كان يحتاج إلى خطة علاجية و دراسة واعية لحل مشكلة فرط الحركة و التشتت و سلوكيات العدوانية:
بدأت معه الخطة العلاجية بالتعاون مع والدة الطالب و الاختصاصية النفسية بالمركز (فرط الحركة)
·         تنظيم الفصل الدراسي بشكل يتناسب مع عدد الطلاب ووضع نظام وقوانين للفصل.
·         جلسات تعلم فردية للطلاب.
·         رحلات فردية مع الطالب خارج وقت المركز.
·         توجيهات بالصور للسلوكيات الغير مرغوبة عند الطالب.
·         إرسال توصيات و تقارير للأم للمتابعة وتوحيد التعامل مع الطالب.
هذة بعض التوصيات التي تم اتباعها مع الطالب، النتائج كالتالي:

تحسن في بعض السلوكيات وفرط الحركة، وتطور في بعض المهارات كالجلوس على الكرسي لفترات أطول
فقط تحسن تدريجي يحتاج للمتابعة المستمرة في البرنامج و التعاون الكبير من قبل فريق العمل.

المعلمة: عائشة الحمودي

مركز دبا الفجيرة لتأهيل المعاقين