الخميس، 30 أبريل 2015

كيف نحول التفكير السطحي إلى تفكير إبداعي




 قصة رمزية عن كيفية حل المشكلات بطريقة إبداعية من خلال استخدام التفكير الابداعي و عدم التفكير بشكل تقليدي و منطقي فقط!
تساهم المواضيع الهادفة للتطوير الإداري و الإبداعي للموظف في رفع كفاءته الوظيفية و تحسين أدائه

القصة الرمزية: 

كان مزارع يعيش مع ابنته الجميلة في قرية صغيرة،  اقترض مبلغاً من المال من رجل مُسن وغير حسن المنظر،  كان معجباً ببنت المزارع،  مقابل مقايضة، فعرض الرجل للمزارع عرضاً بأن  يعفيه من القرض مقابل أن يزوجه ابنته. وافق المزارع وابنته على هذا العرض، واقترح الرجل، بأن يدع المزارع وابنته أن يقررا ذلك. حيث أخبرهم بأن يضع حصاتين في كيس، واحدة بيضاء واخرى سوداء وعلى الفتاة التقاط احدى الحصاتين،
فأذا التقطت الحصاة السوداء فأنها تصبح زوجته ويتنازل عن قرض والدها،
واذا التقطت الحصاة البيضـاء لا تتزوجه و يتنازل عن القرض 
و إذا رفضت التقاط أي من الحصاتين سيسجن والدها

كان الجميع واقفين على ممر مفروش بالحصى وينتظرون ماذا يحدث انحنى مقرض المال ليلتقط حصاتين،  انتبهت الفتاة حادة البصر أن الرجل التقط حصاتين سوداويتين ووضعها في الكيس.  وطلب منها التقاط احداهما من الكيس. تخيل أنك كنت واقفاً هناك، بماذا ستنصح الفتاة؟
لو استخدمت الفتاة تفكيرها السطحي فقط لا يمكنها الخروج من المأزق الذي وقع فيه والدها، وإنما استخدمت التفكير الإبداعي !
تخيل  ماذا فعلت؟
-حيث أدخلت يدها في الكيس وسحبت حصاة بدون أن تفتح يدها وتنظر الى اللون وعثرت واسقطت الحصاة من يدها في الممر المملوء بالحصى بحيث لا يستطيع احد  الجزم بلون الحصاة التي التقطتها، وبذلك تستطيع النظر  للحصاة المتبقية في الكيس وبما إنها سوداء.


لو افترضنا أنها التقطت الحصاة البيضاء، وبما أن الرجل لم يستطع بيان ما قام به من فعل يدل بعدم امانته،
فإن الفتاة قد غيرت مسار الموقف السلبي الى موقف ايجابي مفيد لأبعد الحدود.


معنى ذلك:هذه القصة تُسْرَد حتى نعرف أنه مهما كان المأزق فهناك دائماً مخرج منه إن أحسنا التفكير فالفتاة قد خرجت من موقف يظهر أنه يستحيل التصرف فيه إلى موقف نافع لأبعد الحدود إيجاد حلول لأصعب 
المشاكل التي تواجهننا بدون إنفعال.


إعداد: د. نادية كريم عامر
شعبة الدراسات والبحوث والإحصاء

الأربعاء، 29 أبريل 2015

متى يستخدم الأصم إشارة اليد




نشأت اللغة عند الإنسان نتيجة حاجته للتواصل والتفاهم مع المحيطين به. فبواسطة اللغة يعبر الإنسان عن أفكاره ومشاعره وأفراحه وأحزانه، وبواسطة اللغة يستفهم من الآخرين عما ينقصه من معلومات ويتعلم ويدرك ما يحيط به، والتعبير عن اللغة كان في البداية باستخدام إيماءات وحركات اليد وتعابير الوجه وتدريجيا بدأ في استخدام الأصوات المختلفة، ثم ارتقى إلى استخدام الأصوات اللغوية للإشارة إلى كلمة معينة، وبذلك انتقل إلى مرحلة الكلام الشفهي، والذي يعد أفضل وسيلة لتحقيق اللغة.

قبل التطور التكنولوجي الكبير في مجال المعينات السمعية وزراعة القوقعة ونتيجة فقدان السمع كانت إشارات اليد هي وسيلة التواصل الرئيسية وتكاد تكون الوحيدة المتاحة أمام الأشخاص الذين يعانون من فقدان أو السمع الشديد.

استخدم الصم والمصابون بضعف السمع الشديد إشارات اليد للتواصل مع المحيطين بهم منذ القدم، وتشير بعض المصادر التاريخية إلى العام 1755 عندما تم تأسيس أول مدرسة عامة لتعليم الصم باستخدام إشارات اليد في العاصمة الفرنسية باريس ومن هذه المدرسة تخرج شاب أصم يدعى Laurent Clerc والذي ارتحل إلى الولايات المتحدة.

وهناك وبتعاون مع Thomas Gallaudet قام بتأسيس أول مدرسة للصم في الولايات المتحدة استخدمت فيها إشارات اليد كوسيلة لتدريس الصم وبعد ذلك قام أحد أبناء Gallaudet بتأسيس أول كلية جامعية مخصصة لتدريس الصم باستخدام لغة الإشارة وتحولت هذه الكلية في عام 1864 إلى جامعة Gallaudet للصم كجامعة وحيدة في العام تستخدم »لغة الإشارة الأميركية« لتدريس الصم.

لغة الإشارة

يمكن تعريف لغة الإشارة على أنها طريقة أو وسيلة في التواصل تعتمد على استخدام حركات اليدين وأجزاء أخرى من الجسم وتعابير الوجه وحركة الشفاه يستخدمها الصم وضعاف السمع في التواصل مع الآخرين كبديل لاستخدام الأصوات اللغوية في إيصال المعنى وفي تبادل الأفكار والتعبير عن الذات.

تطورت لغة الإشارة في مجتمعات الصم أنفسهم بما في ذلك مترجمو لغة الإشارة وأسر الصم والمحيطين بهم، وهي مثلها مثل أية لغة تختلف من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى بلد آخر، ومع هذا الاختلاف بين »لغات« الإشارة إلى أن التواصل ممكن (إلى احد ما بين أشخاص يتحدثون لغات مختلفة وذلك لكون لغة الإشارة تحتوي على إشارات وصفية تتشابه من مكان إلى آخر، إلا انه لا يمكن القول بوجود لغة إشارة عالمية Universal يفهمها الجميع بل هناك لغات إشارة محلية إلى حد كبير جداً تختلف عن لغات أخرى ويمكن التواصل بها بين الأشخاص الذين اخترعوها فقط.

وفي الوقت الحالي هناك محاولات لتطوير لغة إشارة عالمية تسمى Gestuno لكي يتمكن الصم من استخدامها في لقاءاتهم وتجمعاتهم الدولية مثل الألعاب الرياضية الخاصة بالصم Deaf Olympics.

لغة الإشارة تختلف في قواعدها عن تلك القواعد المعمول بها في اللغة المنطوقة وهذا الاختلاف يكون غالبا ما يكون في قواعد النحو والصرف، وفي الوقت الحالي هناك مئات من لغات الإشارة على مستوى العالم وبعض هذه اللغات حصلت على اعتراف قانوني بها كلغة خاصة بالصم والمصابين بضعف السمع الشديد مثل لغة الإشارة الأميركية American Sign Language ولغة الإشارة البريطانية والفرنسية وغير ذلك من اللغات.

وتخضع لغة الإشارة إلى تطوير دائم من قبل مجتمع الصم أنفسهم وهناك ضوابط كثيرة تحدد الإشارات التي يمكن استخدامها وكيفية استخدمها. وكدليل على تطور لغة الإشارة في مجتمعات الصم تقدم العروض المسرحية بهذه اللغة بل وصل الأمر إلى ترجمة الشعر والأغاني إلى هذه اللغة.

المصطلحات الإشارية العربية

نحن نستخدم حركة اليدين والجسم وتعابير الوجه أثناء كلامنا بشكل متواز مع الكلام والتواصل اللفظي، حتى ان الطفل يستخدم يديه في التعبير عن حاجته قبل أن يبدأ في التكلم. ففي سن ستة أشهر يرفع الطفل يديه للإشارة إلى حاجته للحمل وفي سن تسعة أشهر يبدأ باستخدام إشارة الاصبع Pointing للإشارة إلى الشيء الذي يريده ولا يستطيع الوصول إليه أو نطق اسمه.

وقد لوحظ كذلك أن بعض المكفوفين يحركون أيديهم عند الحديث بإشارات يدوية، وهناك من يحرك يديه عند الحديث بالهاتف. وقد نستخدم إشارات اليد في بعض الأماكن عندما يكون من الصعب أو ممنوعاً علينا التواصل الشفهي مثل استخدام إشارات اليد في المكتبات العامة أو قاعات الاجتماعات أو أستوديو التسجيل أو أماكن العبادة أو في البورصات (أماكن بيع وشراء الأسهم) حيث نجد مجموعة من المصطلحات الاشارية متفق عليها بين المتعاملين ويستخدمونها فيما بينهم، ونستخدم كذلك مجموعة من الإشارات في بعض الألعاب الرياضية. إلا أن هذه المصطلحات الإشارية طورها السامعون وقد تختلف عن تلك التي يستخدمها الصم.

والصم أو المصابون بضعف السمع الشديد في البلدان العربية لديهم مصطلحات إشارية خاصة بهم اتفق عليها الصم أنفسهم ويتواصلون بها وهي في معظمها إشارات وصفية، وبعض هذه المصطلحات محيلة تستخدم على نطاق ضيق في مدينة أو منطقة جغرافية واحدة.

وهناك مصطلحات إشارية موحدة تستخدم في جميع البلدان العربية، حيث تحرص إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على عقد الدورات التدريبية يحضرها الصم ومترجمو الإشارة لتوحيد هذه المصطلحات بين جميع الصم في البلدان العربية.

وفي هذا العام وقع الاختيار على وزارة الشؤون الاجتماعية في دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة الدورة التدريبية حول توحيد المصطلحات الإشارية حيث استضافت مدينة دبي هذه الدورة في الفترة الواقعة بين 4 ــ 14 نوفمبر 2007. ومع هذه الجهود إلا انه لا توجد لغة إشارة عربية موحدة مثل لغة الإشارة الأميركية أو البريطانية، والمستخدم في الوقت الحالي عبارة عن مصطلحات إشارية فقط تفتقد إلى القواعد اللغوية مثل قواعد النحو والصرف (مبنى الجملة ومبنى الكلمة) ولا توجد مصطلحات إشارية لعدد كبير من المفاهيم أو الكلمات المجردة أو المصطلحات التقنية والعلمية.

العلاقة بين اللغة المنطوقة والمصطلحات الإشارية أو لغة الإشارة

من الأخطاء الشائعة لدى البعض هو الاعتقاد بأن إشارات اليد تعتمد على اللغة الشفهية بمعنى أن إشارات اليد هي تهجئة للكلمات بحركة اليدين، والأمر نفسه بالنسبة للغة الإشارة. فعلى سبيل المثال هناك اختلاف كبير جداً بين لغة الإشارة الأميركية ولغة الإشارة البريطانية رغم أن اللغة المنطوقة المستخدمة في بريطانيا والولايات المتحدة هي نفسها.

وعند ملاحظة المصطلحات الإشارية العربية نلاحظ أن هناك إشارات تحاكي (تقلد) طريقة استخدام الشيء مثل إشارة تقلد حركة حمل فنجان القهوة للإشارة إلى شرب القهوة، أو إشارة تمشيط الشعر أو غسل الوجه. وهناك فئة أخرى من المصطلحات الإشارية تحاكي شكل الشيء مثل إشارة الطائرة، وفئة أخرى من الإشارات تشير إلى مكان الشيء مثل إشارة السماء التي تشير إلى فوق.

والفئة الأخرى من الإشارات وهي تحاكي فعلاً معيناً مثل النوم أو المشي. وهناك إشارات تعبر عن سلوك أو فعل معين يقوم به المقصود بهذه الإشارة. فكلمة أسد يعبر عنها بتحريك اليدين على شكل مخالب مع تشكيل الوجه بتعبير الشراسة أو التوحش. وفئة أخرى من الإشارات يعبر عنها بوصف شيء له علاقة مباشرة بالمقصود. فعلى سبيل المثال يعبر عن »مصر« بحركة اليدين على شكل الأهرامات التي تميز مصر عن باقي البلدان.

متى يستخدم المصاب بحاسة السمع إشارة اليد؟

استخدام المعاقين سمعياً إشارة اليد كوسيلة وحيدة للتواصل من أكثر الأمور التي يثار حولها الجدل في أوساط التربية الخاصة وبين الباحثين، فهناك من يعتبر لغة الإشارة هي اللغة الطبيعية للمعاقين سمعياً ولا يمكن الاستغناء عنها. وبالمقابل هناك من يعتبر استخدام الإشارات اليدوية في التواصل يعيق تطور اللغة وما يتبع ذلك من صعوبات إدراكية وصعوبات تعلم وبشكل خاص تعلم القراءة والكتابة وبالتالي يحد أو يمنع من إمكانية دمجهم في نظام التعليم العام.

ويعزل المعاقين سمعياً عن باقي أفراد المجتمع حيث يضعهم في »جيتو« منفصل تماما عن الأفراد السامعين والذين يعتمدون على التواصل الشفهي حيث أن هذا التواصل هو المتبع لدى الغالبية العظمى من أفراد المجتمع وعدد الذين يعرفون المصطلحات الإشارية أو لغة الإشارة قليل جداً.

والمتفق عليه في الوقت الحالي بين الكثير من المختصين والباحثين والعاملين في مجال تأهيل المعاقين، أن تستخدم إشارة اليد للفئات التي تعاني من فقدان سمع عميق أو ضعف سمع شديد جدا ولم تجرى لهم عملية زراعة القوقعة أو لم يكن هناك استفادة من المعينات السمعية، وأن تستخدم إشارة اليد كذلك عند المعاقين سمعياً من الذين لم يتمكنوا من اكتساب قدر معقول من التواصل الشفهي بسبب غياب برامج التدخل المبكر أو برامج التدريب على اكتساب وتعلم اللغة والكلام والتواصل الشفهي أو للأسباب أخرى.

وأن يستخدم التواصل الشفهي مع الفئات الأخرى من المعاقين سمعيا من الذين لديهم بقايا سمع تؤهلهم لذلك أو الذين أجريت لهم عملية زراعة القوقعة أو يستخدمون معينات سمعية مناسبة لمشكلة السمع التي يعانون منها.

ناظم فوزي
بكالوريوس في علم الإعاقة
ماجستير في اضطرابات اللغة والكلام

الاثنين، 13 أبريل 2015

متلازمة المكياج الياباني - كابوكي

بعض


بعض المتلازمات تأخذ تسميتها من الشكل الوصفي للحالة ففي عام 1981
قام الطبيبان اليابانيان نبكاوا وكيوروكي  - بوصف ـ  حالات مرضية يتشابه ملامح وجه الطفل المصاب بهذه المتلازمة مع المكياج الذي يضعه ممثلي كابوكي في المسرح الياباني ،
حيث تتميز ملامح المصاب هذه المتلازمة بوجود عينيين واسعتين، تقوس الحاجب العلوي، زيادة طول ثنايا الجفون ورموش طويلة سميكة ، مع وجود إعاقة عقلية ،  لذلك سميّت بمتلازمة المكياج الياباني - كابوكي Kabuki make-up syndrome ثم تم أختصارها إلى متلازمة كابوكي Kabuki syndrome
 الاسباب غير معروفة
 يعتقد ان السبب هو عيب في الكروموسوم 8 – 8    p22-23.1  ونسبة الحدوث حالة لكل 23.000 ولادة حية تصيب الذكور والاناث بنفس النسبة و التشخيص يعتمد على الأعراض المرضية
التشخيص
   لا يوجد تحليل محدد للتشخيص، تحليل الكروموسومات غير تشخيصي و خبرة إخصائي الأمراض الوراثية  ، علامات الوجه المميزة  التشخيص يعتمد على  وجود 4 من 5 من الأعراض  مع علامات الوجه المميزة وهي   زيادة طول شق الجفن والحواجب مقوسة  الرموش طويلة  بروز وتشوه الأذن، انخفاض طرف الأنف   . 
   العلامات الجسمية المميزة : قصر الأصابع و ميلان الأصبع الصغير وعيوب الفقرات مما يؤدي إلى انحناء العمود الفقري  وجود العلامات الجلدية المميزة  بسيط - متوسط إعاقة عقلية ونقص النمو وقصر القامة بعد الولادة
علامات غير تشخيصية
هناك الكثير من العلامات المميزة ولكنها غير التشخيصية ومنها الأرتخاء العام، زيادة أنثناء المفاصل ،مشاكل في التغذية، ضعف النمو، فقر الدم ،ضعف المناعة مع التهابات متكررة والصرع ضعف السمع ،تشوهات خلقية في القلب ، الكلية والجهاز البولي ، عيوب خلقية في الحلق ، الفك والفم صغيران ، تشوهات الأسنان، ارتفاع سقف  ، زيادة مفاجئة في الوزن أثناء فترة البلوغ وعلامات السعادة، وعادة ما يكونون  إجتماعيين ، ولكنهم في أغلب الحالات يحبون روتين الحياة
العلاج
يتم التعرف على المسببات فليس هناك علاج لتغيير الحالة أو منعها ، ويعتمد العلاج على التدخل المبكر لمنع مشاكل التغذية والنمو  ، الدعم الأسري  والعلاج الوظيفي العلاج الطبيعي العلاج السمعي والتخاطب و التعليم

هدى الخواجة   
                                                                                                                     مركز دبي لتاهيل المعاقين

كيف نحقق لأطفالنا أمانهم النفسي؟


روحي عبدات
اختصاصي نفسي وتربوي

قد يكون من الغريب قوله، أن الأمن النفسي للطفل يتكون مع بدايات الحمل وحتى قبل ذلك، فالاستعداد النفسي للمرآة الحامل ومشاعر الأم نحو الجنين وكذلك الأب والتفاهم الحاصل بين أفراد الأسرة كلها تؤدي دورا" أساسيا" في تهيئة الأم وبقية أفراد الأسرة لمستقبل المولود الجديد. والمقصود بأمن الطفل النفسي هو حالة الاستقرار العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة للطفل والتي بدورها تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به، والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التي تحقق ذلك ويعتبر الأمن النفسي والانفعالي للطفل من الأمور التي من الصعب تحديدها، فقد يكون من السهل على الأم التعرف على الحاجات البيولوجية للطفل بسهولة كالحاجة للنوم أو الطعام، إلا أنه قد يكون من الصعب عليها تمييز مشاعر الخوف والقلق والارتباك التي تتحكم في نموه النفسي وتحقق له الأمان.

وفي الوقت الذي ينمو فيه الطفل من الناحية الجسيمة فهناك نمو متوازي على المستوى النفسي والانفعالي، فإبداء الطفل لمشاعر الانزعاج نحو الغرباء، وتخوفه من بعض الأصوات المحيطة هي أحد مظاهر النمو العاطفي، علماً أن وجود الأم وبقية أفراد الأسرة يساعد الطفل على تجاوز هذه المراحل بسلام وفي  الحالات التي يحدث اضطراب كمرض الأم أو الطفل أو انفصالهما عن بعضهما لفترات طويلة قد يولد عند الطفل مشاعر القلق من الانفصال.

و يتخذ الطفل من الأم قاعدة من خلالها يكتشف العالم من حوله ثم يعود إليها ليتزود بحنانها وعاطفتها ثم ينطلق مجددا" في مرحلته الاستكشافية حتى يزيد من خبرته وتجربته ، ولكي تكون الأم مصدر أمان لابد أن تبادر إلى التفاعل مع ابنها إبداء مشاعرالعطف والحنان.

ولعل اضطراب الأجواء الأسرية وعدم استقرارها هي من أهم أسباب مسببات عدم توفر الأمن النفسي للطفل حيث انفصال الوالدين أو احدهما لأي سبب كان مثل مرض الأم أو الطفل، أو وجود إعاقة جسدية أو عقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين إضافة إلى أساليب تعامل الوالدين غير السليمة  مثل الحماية الزائدة, التذبذب وعدم الاستقرار.
وإن مقارنة بين الأخوة أيضاً تضعف احساسهم بالأمن، حيث يفقد الطفل الثقة بذاته، كذلك عدم المساواة في التعامل لينهم، مما يخلق المشاحنات والبغضاء بينهم،

وتظهر مظاهر انعدام الأمن النفسي عند الطفل حسب عمر الطفل وقدرته على التعبير عن نفسه وقد لا تكون هذه الأعراض ظاهرة دائما" وقد تظهر بشكل أعراض جسدية مثل كثيرة لشكاوي المرضيه، ونوبات في البكاء والفزع، إضافة إلى الأحلام المزعجة والكوابيس، ومظاهر أخرى مثل التبول اللإارادي، وظهور بعض العادات مثل مص الإصبع وقضم الأظافر، والعدوانية وسرعة الانفعال والعناد ورفض الذهاب للمدرسة، والخوف والقلق، الانعزال وعدم الاختلاط واللعب مع الأفراد، وضعف المستوى الدراسي.


ومن أجل مساعدة الطفل على تحقيق الأمان النفسي والانفعالي، نفيد الوالدين بمجموعة من التوجيهات أهمها:

-
توفير الاحتياجات الأساسية للطفل كالغذاء الصحي المتوازن البعيد عن الملونات والمنبهات والمواد الحافظة، والنوم الكافي، واللباس النظيف.
- الحب غير المشروط للطفل: وذلك بالتعبير عن حين الطفل مهما كانت سلوكياته، فقد نحب أبنائنا في كل وقت ولا يعجبنا تصرفاتهم أحيانا، فلابد من الحب غير المشروط، ومحاولة إثبات الحب له باهتمامنا بحديثه والإنصات إليه مهما كان كلامه لبناء علاقة قوية معه.
- تحقيق جو أسري ينعم بالألفة والمحبة، وتبادل الاحترام فيه، علماً أن احترام الوالدين لبعضهما وطريقة تعاملهما مع أبنائهم تنعكس أيجاباً على طريقة تعامل الأطفال مع بعضهم البعض.

-
حماية الأطفال من الصدمات المختلفة، كالشجار على مرأى ومسمع منه، وتعريضه للمخاوف من الحيوانات أو الأفلام أو الألعاب الخطره.
- مشاركته ألعابه واهتماماته، والحديث عن ذلك معه، وتمثيل بعض اللقطات من قصة القصص المقروءه عليه، ويفضل تخصيص وقت يومي للعب معه أو مشاركته حديثه ولو نصف ساعة يوميا.
- الحرية في التعبير: عدم كبت المشاعر والسماح له بالتعبير يحرية عن انفعالاته بشكل لا يؤثر سلباً على احترام الآخرين.
- التعرف على قدرات الطفل وجوانب القوة فيه، واهتاماته وميوله وتنميتها وتعزيزها، وتسليط الضوء على مكامن القوة قدر الإمكان، دون التركيز على السلبيات.
- الابتعاد عن الأساليب التي تدمر الثقة بالنفس، كمقارنته مع إخوته وأصحابه أو النقد أو التوبيخ أو النعت بنعوت سلبية أو التهديد المستمر أو التخويف المستمر أو الصراخ وعدم وجود لغة حوار هادئ.
- التقليل قدر الإمكان الأوامر والنواهي والتي تجعل الأطفال يشعرون بالملل، وليس معنى ذلك ترك الحبل على الغارب، فخير الأمور الوسط، فالحزم مع المرونة والتسامح وغض الطرف أحيانا والمحبة تحقق التربية الاستقلالية الرائعة والسليمة.
- اتاحة المجال للطفل لتكوين مجموعة من الصداقات خارج إطار الأسرة، وإعطائه الحق في ممارسة بعض الأنشطة مع أصدقائه مع وجود الإشراف، دون إشعار الطفل بالمتابعة اللصيقة.

الاثنين، 6 أبريل 2015

الأطفال و العناد !؟



لماذا يعاند الأطفال ؟
تشكو كثير من الأمهات بأن أطفالهن لا يستمعوا إلى أوامرهن، ولا يطيعوهن، وقد ذكرت إحدى الأمهات بأن :" طفلي كثير العناد، لا ينفذ ما أقوله له ، ويصر على تصرف ما ، وغالباً ما يكون هذا التصرف خاطئ ".
العناد من اضطرابات السلوك الشائعة عند الأطفال، وجميع الأطفال يمرون في إحدى مراحل النمو لفترة وجيزة بسلوك العناد ، ومن الممكن أن يبقى هذا السلوك ثابتاً لدى بعض الأطفال ، وعادة يعاند الطفل أمه لأنه يريد أن يلفت انتباهها لتحقيق رغبة معينة مثل أن تشترى له لعبة ما ، أو يصر على أن يرتدى أحد الأثواب عناداً في والدته. وهناك بعض الأطفال يعاند نفسه أيضاً خاصة إذا غضب من أمه ، وخاصة حينما تطلب منه تناول الطعام ، يقوم بالرفض ويصر على عدم تناول وجبته بالرغم من أنه يتضور جوعاً ، ولكنه يتنازل عن عناده إذا تجاهلت الأم سلوكه وتركته على راحته.

ما هي أسباب عناد الأطفال ؟
سلوك العناد هو عبارة عن ردود فعل من الطفل إذا أصرت الأم على تنفيذ الطفل لأمر من الأوامر ، كأن تطلب من الطفل أن يلبس ملابس ثقيلة خوفاً عليه من البرد ، وفى الوقت الذي يريد فيه أن يتحرك ويجرى مما يعرقل حركته ، ولذلك يصر على عدم طاعة أوامرها.

كيف نعامل الطفل العنيد
أحياناً يلجأ الطفل إلى الإصرار على لبس ملابس معينة هو الذي يختارها وليس والدته لأنه يريد التشبه بأبيه مثلاً أو أخ أكبر ، أو أنه يريد تأكيد ذاته وأنه شخص مستقل وله رأى مخالف لرأى أمه وأبيه . ويرفض الطفل أي لهجة جافة من قبل والديه وخاصة اللهجة الآمرة ، ويتقبل الأسلوب اللطيف ، والرجاء الحار لتنفيذ ما يطلب منه ، أما إصرار الأم بقوة على تنفيذ الأوامر يجعل الطفل يلجأ إلى العناد والإصرار على ما يريده هو وليس ما يطلب منه.


عزيزتي الأم :
وبعد أن عرفتي السبب الذي يجعل الطفل يعاند لابد أن تضعي في اعتبارك أنه بإمكانك التغلب على هذه المشكلة في حال معرفتك لبعض الصفات حتى نعرف إذا كان طفلك تنطبق عليه صفة العناد الشديد وعند محاولة مساعدة الطفل بأن يكون طفلاً عادياً وغير عنيد يجب عليك أن تتدربي على بعض المهارات في كيفية التعامل مع الطفل العنيد لكي يتخلص من عناده.


عزيزتي الأم :
التدريب يتطلب منك أن تقومي بالآتي :
1. يجب أن تحرصي على جذب انتباه الطفل كأن تقدمي له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى ، ثم تسدى له الأوامر بأسلوب لطيف.
2. عليك بتقديم الأوامر له بهدوء وبلطف وبدون تشدد أو تسلط ، وقومي بالربت على كتفه أو احتضنيه بحنان ، ثم اطلبي برجاء القيام ببعض الأعمال التي تريدين منه أن يقوم بها.
3. تجنبي دائماً إعطاء أوامر كثيرة في نفس الوقت.
4. يجب أن تثبتي في إعطاء أمر واحد لمرة واحدة دون تردد ، أي ألا نأمر بشيء ثم ننهى عنه بعد ذلك.
5. يجب إعطاء الأوامر لعمل شئ يعود على الطفل بفائدة أي أن يقوم بعمل شئ لنفسه وليس القيام بعمل شئ للآخرين ، أي تجنبي بأن تقولي للطفل أن يعطى كأساً من الماء لأخته مثلاً.
6. يجب مكافأة الطفل بلعبة صغيرة أو حلوى يحبها في كل مرة يطيع فيها أوامرك.
7. تجنبي اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل.
8. يجب عليك متابعة الطفل بأسلوب لطيف وبعيداً عن السيطرة ، وسؤاله عما إذا نفذ الأمر أم لا ، مثلاً يجب عليك أن تتابعيه في حالة طلبك منه أداء الواجب المدرسي.
                                                                                                                       شهين علي محمد الفارسي

                                                                                       شعبة الدراسات والبحوث والإحصاء