الاثنين، 26 يناير 2015

مشاكل الإطعام والبلع عند الأطفال الرضع Pediatric Feeding Problems




تعرف مشاكل البلع بأنها وجود مشاكل في جميع العمليات الحركية والحسية التمهيدية التي تساهم في إعداد الطعام للبلع، متضمنة كلا من: وعي وإدراك المريض بوجود مشاكل بلع لديه، ووعيه بوجود طعام داخل فمه، وردود فعله الفسيولوجية تجاه رائحة الطعام، وكذلك قدرته على مضغ الطعام وتجهيزه للبلع وقدرته على التلاعب بلسانه وتحريك اللقمة والطعام داخل فمه وتشكيله إلى لقيمات، وأيضا قدرته على إستخدام العضلات والأجزاء المسؤولة عن المضغ والبلع بطريقة فعالة من أجل عملية البلع، ويشمل هذا التعريف أيضا مشاكل في إطلاق البلعة والتأخير في إطلاقها.
وكما يعاني الكبار من هذه المشاكل يعاني أيضا الصغار والرضع من هذه المشاكل ومن أكثر الأسباب الشائعة لهذه المشكلة هي الشلل الدماغي وخصوصا في المرحلة الفموية Oral Stage، وسنتكلم في هذا العدد عن معايير تشخيص وتقييم الأطفال الذين يعانون من مشاكل الإطعام والبلع والمظاهر السلوكية التي تدل على وجود مشكلة إطعام لديهم وأخيرا عن العلاج. ومن الجدير بالذكر أن المظاهر السلوكية قد تدخل بشكل قوي في تشخيص وتقييم الأطفال الذين يعانون من مشاكل الإطعام والبلع.

معايير تشخيص الرضع الذين يعانون من مشاكل البلع والإطعام
·        صعوبة مستمرة في تناول الطعام مع الإستمرار في نقصان الوزن خلال شهر فأكثر.
·        هذا الإضطراب غير ناتج عن أمراض أخرى أو ظروف طبية أخرى مثل Esophageal Reflux.
·        هذا الإضطراب غير ناتج عن إضطراب عقلي مثل Rumination Disorder  .
·        بداية مشاكل البلع فبل عمر 6 سنوات.
·        صعوبة التنفس عند تناول الطعام ويمكن تمييزه من خلال: 1- زيادة نسبة التنفس، 2- وتغير لون البشرة إلى الأزرق، 3- Apnea   وهو توقف التنفس أثناء تناول الطعام.
·        توقف تناول الطعام لعدة مرات خلال الوجبة الواحدة بسبب عدم قدرة الطفل على عمل تناسق ما بين المص والمضغ والبلع أو ما يدعى ب Suck-Swallow-Breath Pattern.
·        Desaturation، أو زيادة مستوى تشبع الأكسجين Oxygen Saturation.
·        إختلاف عدد ضربات القلب خلال الإطعام.
·        Dehydration، أو الجفاف. وكذلك أخذ قضمات صغيرة ووضعها في الفم دون مضغها.
·        إمساك متكرر خصوصا بعد الوجبات   Congestion.
·        Gagging ونزول الطعام والماء من الفم أثناء تناول الطعام، والتقيؤ بدرجة غير طبيعية.

تقييم الأطفال الذين يعانون من مشاكل الإطعام والبلع
عند تقييم الأطفال الذين يشك بوجود مشاكل بلع وإطعام لديهم، يجب أن نأخذ بعين الإعتبار نقاط مهمة تساعدنا في الكشف عنهم وكذلك تساعدنا في تشخيص المشكلة لديهم وهذه النقاط هي:
§        هل يستفرغ الطفل أكثر من مرتين في كل وجبة، هل الطفل غير قادر على إبقاء الطعام داخل فمه.
§        هل لديه ما يسمى ب Tongue Thrust  لمدة 6 أشهر، وهل يعض المعلقة بحيث تنزل للأسفل.
§        لا يبلع الطعام، ولا يحتمل الطعام الصلب، ويجلس بوضعية غير مناسبة أثناء تناول الطعام.
§        هل يعترف الأبوين بصعوبة تناول الطعام من قبل إبنهم، وهل يوجد مشاكل صحية لديه.
§        عدم قدرة الطفل على تناول طعامه بالملعقة على عمر 9 أشهر من قبل أمه، وعدم قدرته على مضغ الطعام على عمر 18 شهر، وعدم قدرته على الشرب من الكوب على عمر24 شهر.
§        عدم قدرة الطفل على أن يناسق ما بين عينيه وحركة يده عندما يضع الطعام في فمه وهنا نتكلم عن Muscle Tone.
§        حركة الفكين Jaw Movements، مؤشر مهم حيث يجب أن تكون حركتهما علوية وسفلية مع حركة دائرية Up Down Movements and a rotary Component  وهي حركات فعالة للمضغ.
§        إطباق الشفتين Lip Closure، حيث أن عدم إطباقهما يؤثر على المضغ ويخرج الطعام من الفم وهو مؤشر لوجود مشاكل في Oral Motor، فالأطفال الذين لديهم شلل تشنجي Spasticity ربما يكون لديهم إرتخاء في الشفاه Habitually Retarded Lips، وعندما يحدث ذلك فإن الطفل لن يقدر على عمل إغلاق للشفتين أو شرب عصير او ماء وهذا غالبا مرتبط مع إرتداد الأكتاف للأمام وبالتالي سيؤثر ذلك على عملية التغذية، ما لم يتم تعديل وضع الطفل خلال الإطعام Proper Position For Feeding.
§        حركة اللسان Tongue Movement، يجب أن تكون حركة اللسان طبيعية وتحريكه إلى جميع الجوانب.

من المهم الذكر هنا أن الأطفال الذين يتناولون طعامهم ببطئ شديد ( وجبة الغذاء الطبيعية للأطفال من 30-40 دقيقة)، والذين يظهرون ما يدعى ب Aspiration  ، أو الذين يظهرون مشاكل في Oral Motor  يجب أن يتم تقييمهم فورا، وأيضا من الأمور التي تدفعنا إلى تقييمهم فوراهو زيادة اللعابDrooling  وتقطع النفس أو Apnea خلال تناول الطعام وكذلك نوعية الصوت عندهم يكون Gurgly  قبل وبعد البلع وأيضا عدم قدرة اللسان على إرجاع اللقمة إلى الخلف أو ما يسمى ب جذر اللسان.


المظاهر السلوكية عند الأطفال الذين يعانون من مشاكل الإطعام والبلع
هناك مظاهر سلوكية يظهرها الأطفال الذين يعانون من مشاكل التغذبة والبلع (مع ملاحظة أن هذه المظاهر قد تدخل في تقييم وتشخيص هؤلاء الأطفال)، وهذه المظاهرقد تدل على وجود إرتداد معوي مريئي  Gastroesophageal Reflux  وهي:
Ø     رفض غير مبرر لتناول الطعام وفشل في النمو العام Failure to Thrive.
Ø      السبات والنعاس   Lethargy .
Ø     إنخفاض اليقظة Arousal  والنهوض خلال الإطعام، وعدم أكتساب الوزن خلال 2-3 أشهر.
Ø     يظهر الطفل تعبيرات وجهية مثل تقطيب الوجه Facial Grimacing، يدير وجهه عن مصدر الطعام.
Ø     صعوبة البدء بتناول الطعام ، البكاء خلال الإطعام، وزيادة إعتماد الطفل على أهله خلال الإطعام، ورفض الطعام، وإستغراق فترة طويلة في تناول الطعام.

الفريق الذي يساهم في تقييم الطفل المصاب بصعوبات الإطعام والبلع
Pediatric Swallowing Team
1-    إختصاصي النطق واللغة والبلع Speech Language Pathologist
2-    الطبيب المختص بالـتاخر النمائي والنموالعام     Developmental physicians
3-    إختصاصي العلاج الوظيفي                Occupational Therapist
4-    إختصاصي العلاج الطبيعي      physiotherapist
5-    إختصاصي الأشعة   Radiologist    
6-    إختصاصي التغذية  Nutritionist
7-    ممرضة أو ممرض Nurses
8-    الأباء  Parents

العلاج Treatment
v    التدخل السلوكي    Behavioral Interventions
إن التدخل السلوكي مبني على تعديل السلوك مثل زيادة طاعة الطفل للكبار وتقليل السلوكيات الغير تكيفية، ومن الأساليب المستخدمة : التشكيل، التحفيز، النمذجة، سلوكيات بديلة وتعزيزات متباينة.
v    التقنيات الخاصة بوضعية تناول الطعام Positioning/ Postural Techniques
تعتمد هذه التقنيات على تعديل وضعية الطفل خلال الإطعام بما يناسب المشكلة التي يعاني منها وتحقيق عملية الإطعام على أكمل وجه ، وتحمي هذه التقنيات مجرى الهواء عند الطفل وتمنع دخول الطعام إلى الرئتين ومن ثم إنتقال الطعام إلى المعدة بأفضل وجه ومن هذه التقنيات:
a.     إنزال الذقن إلى الأسفل ليلامس الرقية إن أمكنTucking Chin Down Toward Neck                  
b.     رفع الذقن إلى الأعلى Chin Up-Slightly Titling Head Up                                                     
c.      إدارة الرأس إلى المنطقة الأضعف لحماية مجرى الهواء                              Head Rotation
d.     مساعدته في إستخدام أعضاء المضغ يدويا مثل الفك والخدود                 Cheek and Jaw Assist
e.     إستخدام وضعية الطفل عند الإرضاع خلال إطعام هؤلاء الأطفال يساعدنا في إستغلال الجاذبية الأرضية ونزول الطعام فورا إلى المعدة.

v    تعديل كمية ونوع ولزوجة الطعام بما يناسب مشكلة الطفل   Diet Modification                         
تعتمد هذه الطريقة على تعديل كلا من اللزوجة  وخليط أو مكونات الطعام والمذاق لتسهيل عملية البلع وتشمل هذه التعديلات أيضا سيولة الطعام وثخانته وتحويله أحيانا إلى صلب أو سائل أو متوسط الصلابة إذا جاز لنا التعبيرحسب طبيعة المشكلة عند الطفل.

v    إستخدام أدوات وكراسي خاصة مثل كرسي الأطفال ووسادات تدعم الرقبة والعنق، وأستخدام رضاعة حليب خاصة لتسهيل التناسق ما بين المص والبلع والتنفس عند الرضيع، للأطفال الكبار يتم إستخدام ملاعق معينة ومحددة خاصة مع الأطفال الذين لديهم مشاكل في المرحلة الفموية.

v    المناورات Maneuvers
هي إستراتيجيات خاصة لتقوية البلع وحركته وتقوية العضلات والمناطق المسؤولة عن البلع، وتغير هذه المناورات من وضع أعضاء  الطفل المسؤولة عن المضغ والبلع فسيولوجيا وإلى الأفضل، وتتضمن إستثارة وتحريك كلا من الشفاة والفك واللسان والبلعوم وسقف الحلق الصلب واللين وكذلك عضلات التنفس وهذه الأعضاء جميعها تسهم في عملية المضغ والبلع وتحسن أيضا الإستثارة الحسة للطفل ويضاف إليها تمارين المضغ والبلع والمساج.

v    Pacing and Feeding Strategies
تعني التنسيق والتحكم في وقت وعدد وكمية الطعام والشراب والوجبات المقدمة للطفل وكذلك الأوقات ما بين كل وجبة وأخرى للوصول إلى معدل متوسط مناسب للطفل ومشكلته، وهذه الإستراتيجيات تتضمن سلوكيات مناسبة تؤدي إلى البلع الأمن مثل: تبديل اللقيمات مع رشفات سوائل، البلع من 2-3 مرات متتالية لكل رشفة أو قضمة، تبطيء فترة الإطعام لضمان عدم دخول الطعام إلى مجرى الهواء.



References

1-Froma P.Roth(2005).Treatment Resource Manual for Speech Language pthology
2-Bosma.j.(1973). Physiology of the mouth, pharynx and dysphagia.
3-Longman, Jeri A (1998).Evaluation and Treatment of Swallowing Disorders.
4-Lazarus, C., Longman, J, A., & Gibbons (1993), Effects of Maneuvers on Swallowing Function in dysphagia.
5-Bisch, E. M., Longman,J. A (1994) Pharyngeal effects of bolus volum, viscosity and temperature in patient with dysphagia from neurologic impairment. Journal of Speech and Hearing Research, 37, 1041-1049.
6-W.O. Haynes  and  R.H. Pindzola. (1998) Diagnosis and Evaluation in Speech Pathology.


إعداد اختصاصي النطق واللغة: محمد عيسى علان
مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين


الأحد، 18 يناير 2015

تنمية الموارد البشريّة




مفهوم تنمية الموارد البشرية - Human Resource Development Concept.

هو الإطار المساعد للموظفين في تطوير مهاراتهم الشخصية و التنظيمية و لتطوير المعرفة و القدرات من خلال تنمية إمكانيتاهم الشخصية و المهنية و النفسية .
و تتضمن تنمية الموارد البشرية فرص كتدريب الموظفين و التطوير الوظيفي للموظف و إدارة الأداء و التطوير ،  التدريب و التوجيه ، و المساعدة الدراسية ، و الدعم النفسي و الوجداني.
إنّ تعريف تنمية الموارد البشرية كنظرية هي إطار للتوسع في رأس المال البشري داخل منظمة من خلال تطوير المنظمة و الفرد على حد سواء
تنمية الموارد البشرية بمدلول مكثف هي الاستخدام المتكامل للتدريب و المنظمة و جهود التطوير الوظيفي لتحسين أداء الفرد و المجموعة و الفعالية التنظيمية. تطوِّر عملية تنمية الموارد البشرية الكفاءات الأساسية التي تمكّن الأفراد في المنظمات لأداء الوظائف الحالية و المستقبلية من خلال التخطيط لأنشطة التعلم. و تستخدم عملية تنمية الموارد البشرية في الهيئات و المؤسسات من أجل بدء و إدارة التغيير. كما تضمن تنمية الموارد البشرية أيضاً التطابق بين الاحتياجات الفردية و التنظيمية و الإستراتيجية للمؤسسة أو الشركة التي يعمل بها الموظف المستهدف بفعل التنمية البشرية.
إنَّ التركيز على جميع جوانب تنمية الموارد البشرية يكون بتطوير أفضل شريحة من القوى العاملة بحيث تتمكن المنظمة و الموظفين الأفراد من تحقيق أهداف عملهم في خدمة العملاء. و يمكن لتنمية الموارد البشرية أن تكون رسمية كما في التدريب في الفصول الدراسية و المحاضرات في كلية أو في جهد تغيير تنظيمي مخطط له. و يمكن أن تكون غير رسمية كما هو الحال في تدريب الموظفين من قبل المدير المباشر أو المدير المختص بشئون التنمية البشرية في المؤسسة.

أهداف تنمية الموارد البشرية :
1. رفع القدرة الإنتاجيّة في المؤسسة لأقصى الدّرجات الممكنة .
2. العمل علي التّطوير الدّائم المثمر للكفاءة البشريّة لتنمية قدراتهم لأقصى حد وتوظيفها بشكل صحيح .
3. العمل علي تنمية قدرة الإبتكار وتبنّي أفكار جديدة وتنفيذها لدفع عجلة الإنتاج في المؤسسة للأمام .
4. دعم النّظام الإداري في المؤسسة.
5.تقسيم وتنظيم العمل وفقاً لقدرات ومهارات الموظفين .

خطوات تنمية الموارد البشريّة في العمل :
1. تحديد المهارات الموجودة ووضع أهداف تبعاً لتلك المهارات ثم وضع خطة لتنفيذ تلك الأهداف .
2. تنفيذ الخطة الموضوعة للتدريب وتحديد المكان والزّمان المناسب لبدء التدريب .
3 .بعد انقضاء فترة التدريب يتم العودة إلى حقل العمل ومحاولة إظهار مدى الإستفادة من التدريب عن طريق تبنّي أفكار جديدة وتنفيذها .

أنواع التدريب :
1. تدريب الكوادر المقدّمة على شغل مناصب في المؤسسة.
2. التّدريب المستمر على فترات متباعدة للعمالة للحفاظ على القدرة الإنتاجية وتنميتها .
3. التدريب لتنظيم وتقسيم العمل ولترقية بعض الكفاءات في المؤسسة.
وقد أظهر اهتمام المؤسسات بهذا المجال تقدّم ملحوظ ونتائج مبهرة في رفع القدرة الإنتاجية للشركة لأعلى المستويات . 


إعداد / آمنة جمعة 
إدارة الموارد البشرية